أحمد منصور:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم على الهواء مباشرة من إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية (بيروت)، وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود).
يعتبر (حزب الله) في رأي معظم المراقبين أصعب أوراق التفاوض بين إسرائيل وسوريا ولبنان حول أي تسوية سياسية قادمة في المنطقة، وذلك باعتباره أبرز حركات المقاومة، التي تهدد إسرائيل من الجبهة اللبنانية.
ورغم أن حزب الله قد أسس عام 82 فقط؛ أي قبل حوالي 18 عامًا .. إلا أنه أصبح أقوى حركات المقاومة اللبنانية للاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان خلال مدة وجيزة، كما أن البناء العقائدي والتنظيمي للحزب جعله من المعادلات المعقدة على الساحة السياسية في لبنان. ومع بداية التفاوض بين السوريين والإسرائيليين حول التسوية برزت ورقة حزب الله كأبرز أوراق المساومة، وأصبح مستقبل حزب الله السياسي والعسكري موضع تساؤلات كثيرة، نسعى للحصول على إجابات لها من خلال حوارنا اليوم مع السيد حسن نصر الله -الأمين العام لحزب الله-.
ولد السيد (حسن عبد الكريم نصر الله) في حي (شرشبو) في محلة (الكرنتينا) في بيروت في أغسطس عام 60م، تلقى دروسه الأولى في (مدرسة النجاح الخاصة) والتكميلية في الثانوية التربوية في (سن الفيل)، ثم التحق بعد ذلك بحركة (أمل).
سافر إلى (النجف) بالعراق عام 76م لتحصيل دروسه الدينية، تعرف خلالها إلى السيد (عباس الموسوي)، ونشأت بينهما علاقة وثيقة، عاد إلى لبنان عام 87م، واستأنف نشاطه في حركة أمل عام 79م؛ حيث عين مسؤولاً سياسيًّا عن إقليم البقاع، وفي عام 82م عُين عضوًا في المكتب الأساسي للحركة، ثم انفصل عنها بعد ذلك، شارك مع الشيخ (صبحي الطفيلي) والسيد (عباس الموسوي) وآخرين في تأسيس حزب الله عام 82م حيث تدرج في مسؤوليته داخل الحزب حتى اختير أمينًا عامًا للحزب عام 92م إثر اغتيال الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي على أيدي الإسرائيليين، أعيد انتخابه أميناً عامًا للحزب 3 مرات بعد ذلك.
أحمد منصور:
السيد حسن نصر الله.. أرحب بك في قناة الجزيرة.. بلا حدود، وأود أن أسألك في البداية: هل أنتم معنيون بالمفاوضات القائمة الآن بين السوريين والإسرائيليين؟
حسن نصر الله:
بسم الله الرحمن الرحيم.. طبعًا نحن معنيون بكل ما يجري في هذه المنطقة، لأن ما يجري الآن سيحدد مصير هذه المنطقة؛ مصير مقدساتها وأرضها وشعوبها ومستقبل الأجيال فيها، وأمام أي حدث سياسي محلي أو إقليمي يطال المصير الوطني والمصير القومي، بالتأكيد الجميع يشعر بمسؤولية تجاه هذا الأمر.
أحمد منصور:
ما هي قراءتك إلى الجولات التي تمت حتى الآن من المفاوضات بين السوريين والإسرائيليين، والتي عادة ما تصل إلى طريق مسدود؟
حسن نصر الله:
طبعًا المفاوضات القائمة حاليًا بمعزل عن موقفنا المبدئي من أصل عمليات التسوية وأصل المفاوضات، أحتفظ بالموقف المبدئي، لكن كمتابع ومراقب أيضًا أعتبر أن المفاوضات القائمة هي مفاوضات صعبة وجادة، وفيها الكثير من التعقيدات والصعوبات، وعلينا أن نتابع ونواكب تطورات هذه المفاوضات، طبعًا ما نشر حتى الآن هو معلومات صحفية أو إعلامية قد يعوزها بعض الدقة أو الدقة، لا أعتقد أنه تتوافر معلومات دقيقة وصحيحة حتى الآن عما جرى.
أحمد منصور:
تقول أنك تحتفظ بموقفكم المبدئي، ما هو موقفكم المبدئي من قضية التفاوض مع إسرائيل؟
حسن نصر الله:
من بداية عملية (مدريد) كان لحزب الله موقف حول مجمل هذه العملية، والأسس التي قامت عليها، ونعتبر أن الأسس التي قامت عليها عملية مدريد، فيما يعني قضية المنطقة بشكل عام، وخصوصًا فيما يعني موضوع فلسطين؛ هي أسس غير عادلة وغير منصفة، لأن الأسس التي تتيح منذ بداية العملية التخلي عن الأرض الفلسطينية المحتلة سنة 1948م بكاملها وبجرة قلم هي ليست تسوية عادلة.
أحمد منصور:
لكن هناك واقع يتعامل هؤلاء معه الآن؟
حسن نصر الله:
أنا أريد أن أوصِّف هذا الأمر، أقول أنا لا أنكر واقعًا، ولكني أصف هذا الواقع، وأقول أن هذه العملية قامت على أسس من هذا النوع.
أحمد منصور:
أما ينبغي أن تتعاملوا أنتم أيضًا مع هذا الواقع بشكل مرحلي، وتقبلوا بقبول إسرائيل كأمر مفروض على المنطقة، إلى حين تتوفر القوى التي يمكن أن تزيلها بعد ذلك كما تطالبون أنتم بإزالتها؟
حسن نصر الله:
يعني تارة أنت تعترف بهذا الواقع، وتعطيه شرعية ورسمية وتوقع له، بانتظار أن تتحقق ظروف من هذا النوع التي تتحدث عنها، باعتقادي أن هذا خطأ. الصحيح ألا تستسلم لهذا الواقع، إن لم تتمكن من تغييره فعليك أن تصمد، وعليك أن تورث الأجيال صمودًا وتثبيتا لعدم مشروعية هذا الواقع القائم حاليًا.
أحمد منصور:
كيف ترى مستقبل المفاوضات والجولات القادمة بين السوريين والإسرائيليين؟ هل يمكن أن يتمخض عنها اتفاق عادل في ظل الاتفاقات السابقة التي أبرمت بين إسرائيل ودول عربية أخرى؟
حسن نصر الله:
بمعزل عن توصيفات الاتفاقات التي يمكن أن تحصل، المفاوضات القائمة قد تؤدي إلى اتفاق وقد لا تؤدي، يعني كلا الاحتمالين ما زال قائمًا.
أحمد منصور:
كل القراءات تقول أنها سوف تؤدي...
حسن نصر الله:
هذا احتمال وارد ومعتد به.
أحمد منصور:
كل المعطيات تقول أنه واقع، ولكن هي الفرصة..
حسن نصر الله [مقاطعا]:
هل تستطيع أن تجزم بذلك، أنا لا أريد أن أبالغ لا إيجابًا ولا سلبًا، أريد أن أكون واقعيّ في تقييم هذه الأمور.
أحمد منصور:
يعني أنت تتوقع..
حسن نصر الله [مقاطعا]:
هذه المفاوضات قد تطول..
أحمد منصور [مقاطعا]:
قد تطول لكنها في الآخر ستتمخض عن توقيع اتفاق؟
حسن نصر الله:
قد.. أنا لا أعلم الغيب، وأنت لا تعلم، لا نعرف ماذا يمكن أن تحصل من تطورات في النهاية هناك، حتى الاتفاق على المسار السوري أو لاحقا على المسار اللبناني له ثوابت، يلتزم بها السوريون، ويلتزم بها اللبنانيون.
أحمد منصور:
كل العرب دخلوا بثوابت، وسرعان ما بدؤوا يتنازلون شيئًا فشيئًا، حتى وقعوا على أشياء، ربما عرضت عليهم من قبل، وكانوا يرفضون التوقيع عليها.
حسن نصر الله:
هذه أمور ممكنة ولكن حتى الآن التجربة على المسار السوري واللبناني كانت مختلفة.
أحمد منصور:
متى تعتقد أن اللبنانيين سوف يلحقون بالمسار السوري؟
حسن نصر الله:
عندما توجه الدعوة لهم.
أحمد منصور:
هم في انتظار فقط توجيه الدعوة؟
حسن نصر الله:
يعني أتصور أنه إن حصل تطور مهم جوهري أو نوعي على المسار السوري قد يحصل أمر من هذا النوع، على كلٍ المسار اللبناني أنا أقول لك: المسار اللبناني لا يحتاج إلى تفاوض أساسًا.
أحمد منصور:
كيف؟ هو مسار تابع؟
حسن نصر الله:
لا، بمعزل عن تسميته مسار أو عدم تسميته بذلك؛ لأن مسألة لبنان واضحة، حتى الدولة اللبنانية هي منذ البداية كانت تقول نحن لدينا القرار 425، وعلى إسرائيل أن تنفذ هذا القرار، هو لا يحتاج إلى تفاوض، على إسرائيل أن تخرج من أرضنا.. ولا أعتقد أن هناك أمور بحاجة إلى تفاوض، نعم، إلا إذا كانت هناك مسائل تبقى عالقة، لكن بكل الأحوال أعتقد أن المفاوضات اللبنانية يعني على المسار اللبناني مرهونة بتطور نوعي في المسار السوري وليس بتطور عادي.
أحمد منصور:
هل يوجد أجندة مستقلة للبنانيين تختلف عن أجندة السوريين؟
حسن نصر الله:
يجب أن تسأل الوفد اللبناني المفاوض.
أحمد منصور:
أنتم أيضًا موجودين، هل يوجد بينكم وبين الحكومة اللبنانية أو الوفد اللبناني المفاوض أي شكل من أشكال الاتفاق في الأهداف والمبادئ القائمة على المفاوضات؟
حسن نصر الله:
لا يوجد أي تنسيق من هذا النوع.
أحمد منصور:
يعني أنتم تفصلون أنفسكم عن لبنان فيما يتعلق بهذه الأمور؟
حسن نصر الله:
نحن قلت لك في موضوع المفاوضات لنا وجهة نظر، نحن مقتنعون بأن خيار المقاومة في جنوب لبنان والبقاع الغربي هو قادر على صنع النصر والتحرير، ونحن على مقربة منه.
أحمد منصور [مقاطعا]:
تحرير أي شيء؟
حسن نصر الله:
حتى الآن نحن نتحدث عن الأرض اللبنانية المحتلة..
أحمد منصور [مقاطعا]:
يعني عندكم حديث بعد ذلك عن ...
حسن نصر الله:
نعم، لكل حادث حديث وأحاديث أيضًا، لكن نحن نتابع هذه المقاومة بجدية وبفعالية، ومؤمنين بهذا الطريق.
أحمد منصور:
يعني أنتم الآن مرضي عنكم أو مسكوت عنكم باعتباركم ورقة تُسهم في مساعدة المفاوض السوري والمفاوض اللبناني.. حال توقيع اتفاق بين سوريا وإسرائيل أو لبنان وإسرائيل، يعني ما هو تصورك لما سوف يكون عليه حزب الله؟
حسن نصر الله:
المسألة أولا أريد أن أعلق على المنطلق للسؤال، يعني موضوع المقاومة في لبنان هي ليست بهذا المعنى، وعندما وقف لبنان وقاوم، وعندما أيدت سوريا المقاومة في لبنان لم تكن هناك مفاوضات أصلاً....منذ عام 82
أحمد منصور [مقاطعا]:
اسمع منك التفصيلات الدقيقة عما تتصوره لمستقبل حزب الله حال توقيع اتفاق بين سوريا ولبنان بعد موجز قصير للأنباء.....
[موجز أنباء]
أحمد منصور:
....... سيد حسن نصر الله سؤالي كان عن مستقبل حزب الله في ظل توقيع اتفاق بين سوريا ولبنان وإسرائيل.
حسن نصر الله:
نحن فيما يعني المستقبل لسنا قلقين، كما يحاول البعض أن يتحدث عن تلك النواحي، بالنسبة إلينا يمكن تصنيف الأمور فيما لو حصل اتفاق إلى عناوين عديدة، مثلاً من هذه العناوين: الحضور السياسي والاجتماعي والثقافي والتنظيمي في لبنان، هذا حضور الآن قائم؟
أحمد منصور [مقاطعا]:
يعني ستتحولون إلى مجرد حزب سياسي على الساحة اللبنانية؟
حسن نصر الله:
الآن قلت: هذا أحد العنوان، نحن الآن حزب سياسي على الساحة اللبنانية، والمقاومة قائمة، نحن لسنا..
أحمد منصور [مقاطعا]:
ولكن المقاومة هدفكم الأساسي؟
حسن نصر الله:
صحيح، ولكن نحن لسنا تنظيم عسكري فقط، لسنا مقاومة فقط، نحن حركة إسلامية لبنانية لنا حضورنا السياسي ونشاطنا ومؤسساتنا الثقافية والتربوية والاجتماعية والإعلامية، وهذا أمر سيستمر بشكل طبيعي، خصوصًا إذا تحقق انتصار عنوانه انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، والذي يعرف الجميع أن للمقاومة ولحزب الله بالتحديد فضلاً كبيرًا جدًّا في تحقيق إنجاز من هذا النوع. ثانيًا: هناك مسألة مقاومة التطبيع، وفي رأينا أن هذا أمر يمكن أن ننشط نحن وكثيرون في لبنان في هذا الإطار مما نؤمن به ونعتقد به، وله أهميته الكبيرة. إن البعض قد يستهين بهذا الأمر، لكن في رأينا نحن أن مقاومة التطبيع في المرحلة المقبلة لا يقل أهمية عن المقاومة المسلحة، لأن مقاومة التطبيع هي التي يمكن أن تحد من خسائر التسوية، ونتمكن فيها من مواجهة مخاطر هذه التسوية، والوقوف في وجه مشروع إسرائيل العظمى.
أحمد منصور:
لكن كثيرون من المراقبين في هذه النقطة تحديدًا يرون أن اللبنانيين سيكونون أكثر الشعوب العربية ركضًا وراء التطبيع مع إسرائيل، لأنها مش فارقه معهم كما يُقال.
حسن نصر الله [ضاحكا]:
أنا لا أنكر بأن بقية الشعوب العربية خصوصًا شعوب ما يسمى بـ(دول الطَّوْق) هي أكثر حصانة، لأن لبنان مر بظروف الحرب الأهلية، والعدو الإسرائيلي دخل بقوة على خط الأمور في لبنان، ولكن الأمور ليست بالمستوى الذي يتحدث عنه هؤلاء. يعني إسرائيل اعتدت على لبنان، هذا العدو احتل أرضنا، وارتكب مجازر مهولة، ولَحِق اللبنانيين جميعًا خسائر فادحة بسبب التدخل الإسرائيلي والاجتياح الإسرائيلي والعدوان الإسرائيلي المستمر، وهذا سيبقى في ذاكرة اللبنانيين، وأنا أعتقد أن عدد كبير من المثقفين والقوى السياسية والجمعيات الأهلية سوف تتعاون بقوة في هذا الإطار.
أحمد منصور:
الإطار الثالث...
حسن نصر الله:
العنوان الثالث: هو فيما يعني المقاومة المسلحة، وهذا الأمر الذي دائمًا نقول لكم ولمن سبقكم ولمن سيأتي بعدكم إلى حين حصول انسحاب أو اتفاق، لأنو قد يحصل انسحاب بدون اتفاق إلى حين حصول انسحاب أو اتفاق، نحن في الحقيقة لا نتحدث عن مستقبل مقاومتنا المسلحة، ونعتبر أن إبقاء هذا الأمر طَيّ الكتمان فيه مصلحة للبنان، لسوريا، للموقف العربي، للموقف الإسلامي.. من كل الزوايا هو مصلحة أكيدة، ولذلك الأمر نقول نتركه للمستقبل.
أحمد منصور:
ليست قضية ترك للمستقبل، وإنما هي قضية سيناريوهات محددة لن تستطيعوا مطلقًا أن تخرجوا عن إطارها. أنتم تَُموَّلون من جهات مُعَيَّنة، هذه الجهات الآن تساوم وتفاوض من أجل إيقاف دعمها لكم، ومن َثمَّ فإن مقاومتكم العسكرية سوف تنتهي وتضمحل بسبب عدم وجود دعم لها، إذا أردتم أن تستمروا فإنكم ستخرجون عن نطاق الشرعية الموجودة للدولة اللبنانية، والخروج عن نطاق الشرعية سوف يوقعكم في أشياء ربما وقعت فيها تنظيمات أخرى، فالخيارات أمامكم هي خيارات محدودة، الآن ربما أنت تضفي بهذه الإجابة شكلاً من أشكال الإرعاب والإخافة للإسرائيليين، ولكن الواقع سيحصركم، أما ترى أن الواقع سيضطركم إلى أن تتعاموا في إطار محدود للغاية، وليس إطارًا مطلقًا كما تشير الآن؟
حسن نصر الله:
أنا -إن شاء الله- أنقل مداخلتكم هذه إلى قيادة حزب الله، عندما تتخذ قرارًا في هذا الأمر، بالتأكيد عندما تقرر قيادة حزب الله أمرًا من هذا النوع هي ستأخذ كل الأمور بعين الاعتبار.
أحمد منصور [مقاطعا]:
أكيد أنتم لستم منتظرين لي لكي تتم الأمور وإنما سيناريوهاتكم محددة
حسن نصر الله:
على كلٍ بالنسبة إلينا نحن نعرف إلى أين ذاهبون، وماذا علينا أن نفعل، وما هي خياراتنا، ونحن لن نفاجأ بأي شيء، وكل الاحتمالات عندنا واردة، ونحن مستعدون لكل هذه الاحتمالات، وفيما يتعلق بهذه النقطة بالتحديد يمكنك أن تقول ما تشاء، وتقدم أدلة على أن المصلحة في وقف المقاومة، أو قد يأتي آخر يحدثني ويقول لي أن المصلحة هي في استمرار المقاومة، هذا لن يعدل من سياستنا في هذا الموضوع.. ثم نحن نعتقد أن المصلحة الآن عدم تناول هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد.
أحمد منصور:
في معتقداتكم العقائدية على وجه التحديد، خياركم للمقاومة وللجهاد بالمفهوم الإسلامي.. هل هو قاصر عند الحدود التي ستُرسم بين لبنان وإسرائيل؟
حسن نصر الله:
يعني هذا دخول على البحث من باب آخر، أنا أود أن أجيبك بصراحة في أمر من هذا النوع، وهو: بالنسبة إلينا إسرائيل هي عدو، قبل التسوية وبعد التسوية.. إسرائيل بالنسبة إلينا هي كيان غير شرعي وغير قانوني، وليس له أي حق، وهي كيان قائم على أساس الاغتصاب لأرض الآخرين وتشريد شعب من أرضه وسلب حقوق الآخرين، وهي كيان مفروض على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والأمة الإسلامية بالقوة.. بقوة الحديد والنار، وليس بقوة الشرعية ولا بقوة القانون. بالنسبة إلينا إسرائيل موقفنا العقائدي والفكري منها سيبقى هذا حتى نلقى الله -سبحانه وتعالى- لكن هل هذا يعني أنني في ظرف معين في معطى معين سأُقدِم على قتالها أو لن أقدم على قتالها.. في ذلك الظرف أنا سأقول ماذا سأفعل.
أحمد منصور:
في هذا الإطار أيضًا أنت لا تلتزم أو لا تنوي الالتزام بالمرجعية السياسية التي ستقرر من قبل السوريين واللبنانيين فيما يتعلق بإسرائيل.
حسن نصر الله:
فيما يعني هذه النقطة؟
أحمد منصور:
نعم.
حسن نصر الله:
في ذلك الحين سأقول لك إن كنت سألتزم بهذه المرجعية أم لا.
أحمد منصور:
في حال تشكيل وفد لبناني للتفاوض مع الإسرائيليين، وطلبوا منكم أن تكونوا جزءًا من هذا التفاوض ولو بشكل من أشكال يعني شد همم اللبنانيين.. هل ستوافقون للدخول في التفاوض؟
حسن نصر الله:
بالتأكيد.. لا.
أحمد منصور:
ولا من قبل الاستشارة؟
حسن نصر الله:
أنا قلت: يعني هذه الطريقة نحن غير مقتنعين بها، أعتقد أن المفاوض اللبناني أو المفاوض السوري سيكون قويًّا جدًّا بمقاومتنا وجهادنا وتضحياتنا، ونحن حسبنا في هذا الصراع أن نكون في هذا الموقع.
أحمد منصور:
ما هي مرجعيتكم في العمليات العسكرية التي تقومون بها؟
حسن نصر الله:
مرجعيتنا شنو يعني؟
أحمد منصور:
العسكرية.. إلى من ترجعون في اتخاذ القرار في العمليات العسكرية التي تنفذونها؟
حسن نصر الله:
نحن المرجعية.. نحن الذين نأخذ القرار.
أحمد منصور:
حتى فيما تقومون به من قصف لإسرائيل؟
حسن نصر الله:
في كل ما نفعل، ونحن نتحمل كامل المسؤولية عن هذا العمل الشريف الذي نمارسه.
أحمد منصور:
والدولة التي تقومون على أرضها وتنتمون إليها؟
حسن نصر الله:
تُسَلِّم لنا بهذا الحق، لأن أرضنا محتلة، ونحن شعب يقاوم لتحرير هذه الأرض.
أحمد منصور:
والدول التي تدعمكم وعلى رأسها سوريا؟
حسن نصر الله:
هي كذلك تؤيد هذا الحق، وأعتقد - كما أثبتت التجربة، وهذه ميزة المقاومة في لبنان- أن هذا الفاصل أو الهامش بين المقاومة والدولة؛ مَكَّن لبنان من تقديم تجربة متميزة على هذا الصعيد، ومكن لبنان أيضًا من الاستفادة من كل إيجابيات المقاومة وتضحياتها، مع تحمل أقل قدر ممكن من الخسائر إن صح تسميتها بالخسائر.
أحمد منصور:
إلى أي مدى تتوقع أن يخضع السوريون للضغوط التي تُمَارَس عليهم فيما يتعلق بدعمهم وموقفهم من حزب الله؟
حسن نصر الله:
دائمًا سوريا كانت تتعرض لضغوط من هذا النوع.
أحمد منصور [مقاطعا]:
الآن الأمور دخلت في الجد.
حسن نصر الله:
يعني أنا أتصور سوريا ملتزمة بحق المقاومة في لبنان، نحن نتحدث عن وحدة المصير، بعض اللبنانيين يتحدثون عن وحدة المسار أو المسارات التفاوضية بين لبنان وسوريا، نحن نتحدث عن وحدة مصير بين لبنان وسوريا، وبالتالي نحن نعتبر أن مسألة المقاومة في لبنان هي جزء من مصير لبنان وجزء من مصير سوريا.
أحمد منصور:
ستنتفي الحاجة حال وجود توقيع
حسن نصر الله:
ذاك بحث آخر...
أحمد منصور:
أنا أعني ما بعد التوقيع وليس ما قبله، لأن الآن هناك ضغوط على سوريا، وسيكون هناك نصوص في الاتفاقية تخص حزب الله تحديدًا.
حسن نصر الله:
ما بعد التوقيع الأمر مختلف، إذا وَقَّعَت سوريا أو لبنان اتفاقًا سيلتزمون بمضمون هذا الاتفاق.
أحمد منصور [مقاطعا]:
وأنتم لن تلتزموا؟
حسن نصر الله:
حينها سنرى.
أحمد منصور:
يعني أنت الآن تتمرد على الالتزام بالتوقيع.
حسن نصر الله:
أنا لست ملزمًا، أنا لا أستطيع أن ألزم نفسي بأي اتفاق أو بأي قرار. عندما تحصل أحداث من هذا النوع، وتطورات من هذا النوع نحن سنرى ما هي المصلحة الحقيقية على ضوء ما نؤمن به ونقول ونفعل.
أحمد منصور:
ما هي مرجعيتكم السياسية؟ لطهران أم لدمشق؟
حسن نصر الله:
مرجعيتنا السياسية هي في قيادة حزب الله، دمشق وطهران بالنسبة إلينا هي دول صديقة، وهم إخوة وداعمون ومساندون، ونحن نعيش معهم أكثر من مسألة أخوة وصداقة، نحن نعيش جسد واحد أو وحدة مصير كما نعبر نحن في لبنان.. نعم هناك مسألة فيما يعني طهران، أنّ عليك أن تميز بين موقعين: نظام الجمهورية الإسلامية والمتكون من مؤسسات هذا النظام.. هذا النظام بالنسبة إلينا هو نظام نحترمه ونجله ونقدره ونقيم معه علاقة صداقة، لكن هذا النظام ليس قَيِّمًا علينا ولا وصيًّا علينا، وأنا أقول لك: أنهم هم أيضًا يرفضون أن يكونوا قَيِّمين أو أوصياء على حزب الله أو على غير حزب الله، وهذه حقيقة نحن عشناها في تجربة طويلة معهم. هناك موقع آخر بمعزل عن مسألة النظام السياسي والحكومة والسلطة ومؤسسات دولة انطلاقًا من يعني موقعنا الفكري والفقهي..
أحمد منصور [مقاطعا]:
هذا سؤالي عن المرجعية الشرعية؟
حسن نصر الله:
نؤمن بما يُسمَّى بـ(ولاية الفقيه) وأن علينا أن نرجع في أمورنا الأساسية وخصوصًا في أبعادها الشرعية، باعتبار نحن حركة ملتزمة إيمانيًّا وإسلاميًّا إلى فقيه عادل كفء، شجاع، مدير، مدبر، جامع للشرائط -كما يقولون-، وهذا الأمر هو قائم، سواء كان هناك دولة إسلامية اسمها نظام الجمهورية الإسلامية في إيران أو لا، يمكن أن يكون هذا الفقيه الذي نؤمن بولايته وكفاءته ومرجعيته موجود في (قُمْ) أو في (النَّجف الأشرف) أو في أي بلد عربي أو في أي بلد إسلامي. نحن ارتضينا من خلال التجربة ومن خلال القناعة الشخصية في السابق؛ شخصية الإمام (الخميني) -قُّدس سِرُّه الشريف- كفقيه جامع للشرائط، يمتلك مواصفات ممتازة واستثنائية، ومن بعده ارتضينا سماحة الإمام (الخامينئي) كشخصية من هذا النوع.
أحمد منصور:
طيب الآن لماذا لا تكون مرجعيتكم الشرعية مرتبطة بالزمان والمكان الذي أنتم فيه؟ بالمكان على الأقل، بالظروف السياسية والظروف الفقهية والظروف المعيشية التي تختلف في لبنان عن طهران وإيران بشكل أساسي.. هل يمثل السيد (محمد حسين فضل الله).. أما كان يمثل لكم مرجعية شرعية؟
حسن نصر الله:
في موضوع المرجعية أو الولاية -بتعبير آخر- هذا موضوع له أساسه الفقهي والفكري، وهذا أمر لا يخص بلد دون بلد، أو إقليم دون إقليم، يعني نحن نريد أن نرجع إلى هذا الفقيه ونسأله: ما هو رأي الإسلام؟ ما هو رأي الشريعة الإسلامية؟ ما هو رأي الفقه الإسلامي في هذه المسألة أو تلك؟ هذا لا يختلف الأمر بين أن يكون هذا الفقيه موجود في بيروت، أو النجف، أو طهران، أو قُمْ أو القاهرة مثلاً.
أين يوجد هذا الفقيه؟ ليست هي المسألة الأساسية، طبعًا التطبيقات هي مسؤوليتنا، تفاصيل تطبيقات خصوصيات الوضع اللبناني، خصوصيات المنطقة...
أحمد منصور [مقاطعا]:
ألا يؤدي ذلك إلى الازدواجية؟ ازدواجية ما بين القيادة السياسية للدولة التي تقيمون على أرضها والمرجعية الشرعية التي ترجعون لها في دولة أخرى، ربما تختلف سياستها عن سياسة الدولة التي تقيمون فيها؟ ألا يؤدي ذلك إلى ازدواجية وإلى تشتت؟ من تتبعون في النهاية إذا تعارض القرار السياسي مع المرجعية الشرعية؟
حسن نصر الله:
لا يؤدي إلى هذا النوع من التشتت، لأنه في أي بلد حتى عندما تكون هناك دولة ليس كل القوى السياسية الموجودة في هذا البلد، أو فئات شعب هذا البلد؛ تُسَلِّم بشكل نهائي بمرجعية هذه الدولة، لأن هناك تكون قوى موالية وقوى معارضة لها وجهة نظر فيما تقوم به هذه الدولة أو تمارسه، وكأنك تفترض أن ما تقرره الدولة يجب أن يلتزم به أفراد الشعب بمعزل عن أي وجهة نظر سياسية أو فكرية أخرى.
أحمد منصور:
في هذا الإطار كثير من المراقبين يرون أنكم بهذا التصور وبهذا الطرح وبهذه المرجعية لستم سوى أداة في يد إيران وفي يد سوريا من الناحية السياسية ومن الناحية المرجعية الشرعية، تحرككم لتحقيق أهداف خارجية لهاتين الدولتين، وليس لتحقيق أهداف وطنية على الساحة اللبنانية.
حسن نصر الله:
هذا مجرد اتهام، على من يوجه هذا الاتهام أن يقدم أدلة…
أحمد منصور [مقاطعا] :
ألا يكفي كلامك هذا ليكون دليلاً دامغا على صدق هذا الاتهام.
حسن نصر الله:
هذا لا يعني على الإطلاق عندما تلتزم أنت بمرجعية شرعية معينة تعود إليها في رأي الإسلام في الواقع المعاصر حول قضايا معينة، لا يعني أنك تحولت إلى أداة في يد هذه المرجعية على الإطلاق، ثم منذ انطلاقة حزب الله في لبنان منذ سنة 1982م إلى اليوم كل ما قام به حزب الله في لبنان هو مصلحة لبنانية، هومصلحة عربية، هو مصلحة إسلامية، ولم يتصرف من موقع الأداة في أي يوم من الأيام.
أحمد منصور:
إذا طُلب منكم تسليم أسلحتكم بعد توقيع اتفاق بين السوريين واللبنانيين والإسرائيليين، هل ستعارضون تسليم أسلحتكم؟
حسن نصر الله:
هذا جزء من ملف واحد مرتبط ببعضه البعض: العمليات، استمرار العمليات، أو وقف العمليات، تسليم السلاح، التشكيلات العسكرية، مصير المقاومين، يعني المقاتلين حاليًا في المقاومة.. هذا ملف واحد نتناوله بشكل كامل في ذلك الوقت.
أحمد منصور:
ما هي مطالبكم من الإسرائيليين تحديدًا؟
حسن نصر الله:
أن يخرجوا من أرضنا بلا قيد وبلا شرط.
أحمد منصور:
إذا خرجوا انتهت طلباتكم؟
حسن نصر الله:
لكل حادث حديث، حينئذ سنقول إذا كان لدينا طلبات أخرى أم لا؟ هذا إذا كنا نتحدث في الجانب العسكري، أما إذا أردنا أن نتحدث في أساس القضية: على الإسرائيليين أن يعيدوا الحق إلى أصحابه.
أحمد منصور:
معنى ذلك أنكم تطالبون الإسرائيليين بالخروج كلية، وتسليم فلسطين إلى الفلسطينيين، إذا كنت تطالب بأن تكون المرجعية لقرار 48م ؟
حسن نصر الله:
في الموقف الفكري والسياسي. نعم هذا ما أدعو إليه تمامًا.
أحمد منصور:
لو دخلتم في مفاوضات مع الإسرائيلين، ما هو جدول الأعمال الذي ستطرحونه للنقاش؟
حسن نصر الله:
لم أفكر بهذا الموضوع لأن هذا فرضية بالنسبة لي محالة.
أحمد منصور:
هل هناك توصيات معينة تودون أن يعني توصوا بها المفاوض السوري والمفاوض اللبناني؟
حسن نصر الله:
أن يستعيدوا أرضهم بلا أثمان، وإن كان لا بد من أثمان بناء على مَبْنَاهم التفاوضي فبأقل الأثمان والخسائر الممكنة.
أحمد منصور:
أشرت إلى دوركم السياسي على الساحة اللبنانية، وأنتم دخلتم في الانتخابات ولكم أعضاء في البرلمان، وتسعَون لكي يكون لكم دور سياسي على الساحة اللبنانية في المرحلة القادمة، هل هذا بداية من قِبَلِكم للقناعة بأن دوركم العسكري ممكن أن ينتهي على الساحة وتتحولون إلى مجرد حزب سياسي؟
حسن نصر الله:
يعني عندما أخذنا خيار الدخول إلى الحياة السياسية لم تكن هناك مفاوضات في المنطقة، ولم تكن هناك حتى مقدمات لمفاوضات من هذا النوع، نحن سواء كان هناك مقاومة عسكرية أو لم يكن هناك، على كل الفرضيات نحن نؤمن بأهمية العمل السياسي ونعتبره بالنسبة لنا واجب ديني ووطني وأخلاقي، لأننا أيضًا على مستوى لبنان نحن معنيون بمصير وطننا وشعبنا، وهناك قضايا أساسية لا يمكن أن نحققها أو نخدمها أو ندافع عنها أو نحافظ عليها إلا من خلال وجودنا في الساحة السياسية، سواء في داخل مؤسسات الدولة، أم في الحياة السياسية في أطرها المختلفة.
أحمد منصور:
هناك تقارير تشير إلى أن ميزانيتكم السنوية تتخطى المائة مليون دولار.
حسن نصر الله:
هذا يحتاج إلى دعاء.
أحمد منصور:
تقارير غربية منشورة تؤكد إلى أن حجم نفقاتكم، حجم العمليات العسكرية، حجم السلاح الذي تحصلون عليه، تنظيمكم للأفراد المنتمون إليه.. ماذا تقول عن ذلك؟
حسن نصر الله:
أولا: نحن لدينا عدة مصادر للتمويل.
أحمد منصور:
أهمها...
حسن نصر الله:
من جملة هذه المصادر: التبرعات التي تجبيها مؤسسة كاملة فيها عدد كبير من الرجال والنساء اسمها (هيئة دعم المقاومة الإسلامية) وهذه تعمل في لبنان وفي خارج لبنان وتجبي أموال طائلة بالمناسبة.
أحمد منصور [مقاطعا]:
تتخطى المائة مليون؟
حسن نصر الله:
لا، أنا ما قلت، أولا أنا لا ألتزم برقم المائة مليون
أحمد منصور:
يعني مبلغ المائة مليون يعتبر مبلغًا قليلا.
حسن نصر الله:
بالنسبة للبنانيين يعني 100 مليون دولار ليرة يعني تختلف من قوم لآخرين، هذا عنوان، هذا مصدر.. من المصادر أيضا: ما نسميه نحن بالحقوق الشرعية، نحن في فقهنا لدينا إلى جانب الزكاة...
أحمد منصور [مقاطعا]:
فقه الاثنا عشرية.
حسن نصر الله:
الفقه الجعفري، الاثنا عشرية تسمية عقائدية كلامية.. في الفقه الجعفري يوجد ما يسمى بـ(الخُمس) الذي نؤمن بأنه يتجاوز خمس غنائم الحرب إلى كل الأرباح.. أرباح التجارة، وبالتالي عندنا كل من لديه ربح في آخر السنة بعد تصفية رأس المال يجب أن يدفع خمس أمواله للجهات الشرعية المعنية بصرف هذه الأموال، وهذا من المصادر المهمة أيضًا. هناك مؤسسات في إيران مؤسسات إنسانية تكفلت بجوانب مهمة من الإنفاق.. أضرب لك مثالاً: نحن بالنسبة لعوائل الشهداء، وعوائل الأسرى، وبالنسبة للجرحى نحن لا نتحمل أي أعباء مالية مباشرة، هناك مؤسسات اجتماعية موجودة في إيران كمؤسسة (الشهيد) أومؤسسة (الجرحى) هي التي ترعى هؤلاء العوائل.. فيما يعني التقديمات الاجتماعية أيضًا هناك مؤسسات تساعدنا على هذا الصعيد، سلاحنا من خلال المال الذي يتوفر لدينا، نحن نؤمن من خلال الشراء احتياجاتنا للسلاح...
أحمد منصور:
من أين تشترون السلاح؟
حسن نصر الله:
هذا أمر سرِّي وأمني بالتأكيد لن أقول على شاشة الجزيرة من أين نشتري هذا السلاح.
أحمد منصور:
السلاح السلاح معروف، والسؤال الذي يتم من خلاله توفير هذا السلاح.
حسن نصر الله:
السلاح الذي نقاتل به نحن متوفر في أماكن كثيرة من العالم، يعني نحن ليس لدينا طائرات ولا دبابات، وسلاح المقاومة هو سلاح معروف ومتوفر في الأسواق.
أحمد منصور:
هل تلقون قبل أن أنتقل من نقطة الدعم.. ما هي طبيعة الدعم الذي يصلكم من سوريا وإيران تحديدًا؟ هل هناك دعم بالمال أم أنه فقط بالسلاح؟
حسن نصر الله:
أنا قلت سوريا تقدم دعمًا سياسيًّا.
أحمد منصور [مقاطعا]:
وماليًّا.. لا؟
حسن نصر الله:
لا.. لا تقدم.
أحمد منصور:
عسكريًّا.. لا؟
حسن نصر الله:
ولا عسكريًّا، هي تقدم دعم سياسي، هي تحمي المقاومة وتؤيدها، وتؤمن بحقها، طبعًا الدعم السياسي بالنسبة لنا هو مهم جدًّا.. بالنسبة لإيران قلت: إلى جانب الدعم المعنوي والسياسي هناك مؤسسات تبنت وتكفلت جوانب من جوانب الإنفاق الموجودة عندنا.
أحمد منصور:
هل لديكم أسلحة لم تقوموا باستخدامها حتى الآن في المواجهة مع الإسرائيليين؟
حسن نصر الله:
قد يكون وقد لا يكون، يعني فيما يعني الأسئلة التي تخص العمل المسلح المباشر أعتقد أنا وأنت متفقون بأن مصلحة المقاومة ألا ننقل المسائل الأمنية للإعلام.
أحمد منصور:
ربما إعلاميًا لا أتفق معك.. سؤالي أيضًا عن...
حسن نصر الله [مقاطعا]:
قد يكون وقد لا يكون، فلنبقِ الإسرائيليين في حيرة من أمرهم.
أحمد منصور:
طيب.. لك الحق أن تبقي من تشاء، لكن أيضًا الطائرات الإسرائيلية يعني تعيث فسادًا في الجنوب في الوقت الذي تريد.. لماذا لا تستخدمون صواريخ (ستنجر) التي في حوزتكم ضد هذه الطائرات؟
حسن نصر الله:
يقولون: لو كان لبان، لو كان لدينا هذا النوع من الصواريخ بالتأكيد لاستخدمناها ولسقطت الطائرات.
أحمد منصور:
لكن هناك معلومات كثيرة تؤكد أنكم منذ سنوات حصلتم على أعداد من هذه الصواريخ عبر إيران التي حصلت عليها تلقائيًّا من الأفغان.
حسن نصر الله:
كنا نتمنى ذلك، لكن هذا لم يحصل.
أحمد منصور:
متوفرة في الأسواق وبأسعار مقبولة لمن يريد، ما سعيتم للحصول عليها؟
حسن نصر الله:
سعينا ولم نوفق، إذا كنت تعرف بعض التجار أو بعض الأسواق يمكنك خارج الحلقة أن تدلني عليها.
أحمد منصور [ضاحكا]:
كنت تركت هذا العمل، وعملت تاجر سلاح.. قرار المقاومة هل يخضع لأي شكل من أشكال التنسيق أو الضغوط التي يمكن أن تمارس عليكم فتجعل هذا القرار مقيَّد، أم أنه مطلق فقط في يد حزب الله وحده؟
حسن نصر الله:
على ضوء التجربة طبعًا قرار العمليات هو في يد قيادة حزب الله بالكامل، لكن قد يتساءل البعض: أنه يعني هل من المعقول أن الدولة اللبنانية لا تمارس ضغوط عليكم؟ هل من المعقول أن سوريا لا تمارس ضغوطاً عليكم من هذا النوع؟ التجربة خلال كل السنين الماضية أثبتت للدولة اللبنانية وللإخوة السوريين أن قيادة حزب الله تمارس العمل المقاوم بحكمة وبدقة وبوعي، ولذلك كل أداء المقاومة حتى الآن، حتى لو لم نجلس على الطاولة ونتفق نحن والدولة اللبنانية أو مع الإخوة في سوريا، لكن من حيث النتيجة والمحصلة أداء المقاومة كان بالكامل يصب في المصلحة الوطنية وفي المصلحة القومية، ولذلك لم نكن بحاجة لأن تمارس علينا ضغوط من هذا النوع، ولن تمارس.
أحمد منصور:
السيد (غفاري) من هولندا يقول لك: حزب الله يؤمن بولاية الفقيه المتمثلة حاليًا بمرشد الجمهورية الإسلامية الإمام الخامنئي الذي ذكر في صلاة الجمعة الماضية أن المفاوضات السورية الإسرائيلية خيانة.. ما هو رأي حزبكم في هذا الأمر؟ وهل هي فعلاً خيانة باعتباركم؟
حسن نصر الله:
السيد الخامينئي -دام ظله- لم يقل هذا القول في صلاة الجمعة، وما نُقل عنه لم يكن دقيقًا..
أحمد منصور [مقاطعا]:
ما هو الذي قاله، إذا لم يكن دقيقًا فقد قال شيئا من هذا القبيل؟
حسن نصر الله:
هو تحدث بالتحديد في هذه الدائرة، وأنا استمعت إلى النص الفارسي مباشرة.. ما قاله بالتحديد يتعلق بمسألة فلسطين والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية..
أحمد منصور [مقاطعا]:
وما الذي يختلف يا سيدي إذا كان المسار واحدًا؟
حسن نصر الله:
بمعزل عن توصيف هذه المفاوضات والموقف منها حتى بعد مبدأ التفاوض، هناك نوعان من المفاوض، وهذا أشار له هو أيضًا في صلاة الجمعة.. هناك مفاوض يفرط، وهناك مفاوض يتمسك بالحقوق ولا يفرط، ما فعله (ياسر عرفات) من (أوسلو) إلى اليوم هو تفريط كامل في فلسطين والحقوق الفلسطينية ومستقبل الشعب الفلسطيني..
أحمد منصور:
الرجل أقام دولة
حسن نصر الله:
أين هي هذه الدولة؟
أحمد منصور:
هناك علَم ومطار وحكومة وسجادة حمراء
حسن نصر الله:
هل هذه هي الدولة؟
أحمد منصور:
طبعًا.. في العصر الحاضر...
حسن نصر الله:
هذه ليست دولة...
أحمد منصور:
إذا كان هذا مفهوم الدولة.. هو أقامها
حسن نصر الله:
إذا كان هذا مفهوم الدولة، ولكن بأي ثمن؟ هل المطلوب إقامة دولة كيفما كان، دولة حددوها...
أحمد منصور [مقاطعا]:
هي المتاحة الآن، والأجيال القادمة تقوم بالواجب.
حسن نصر الله:
لا، المتاح وأنا الآن أقول لك بصراحة: الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية تستطيع أن تستعيد فلسطين، حتى لو تخلى عنها ليس الحكام العرب لو تخلى عنها الشعوب العربية أيضًا، ليس لو تخلت عنها الحكومات الإسلامية، لو تخلى عنها كل المسلمين في العالم، الشعب الفلسطيني يستطيع أن يستعيد كامل أرضه من خلال خيار الانتفاضة والجهاد والمقاومة. هؤلاء الصهاينة الموجودون في فلسطين المحتلة هؤلاء جاؤوا بوعد السيطرة على المنطقة، والحصول على استثمارات وعلى أرباح طائلة.
كل ما شاهدناه عندما حصلت بعض العمليات الاستشهادية من قِبَل الإخوة في (حماس) و(الجهاد) في تل أبيب والقدس، وقتل عدد من الإسرائيليين؛ اهتز المجتمع الإسرائيلي بأكمله وجاء العالم كله واحتشد في (شرم الشيخ) لتثبيت هذا الكيان، طيب لو قام الشعب الفلسطيني بمواجهة الاحتلال في داخل فلسطين، وأنا لا أتحدث عن تجربة المقاومة الفلسطينية ولا أريد أن أدخل في تقييم هذه التجربة، القتال في داخل فلسطين حتى بالإمكانيات المتواضعة كانت ستضع هؤلاء الإسرائيليين أمام خيار واضح بالحد الأدنى، لو صبر (ياسر عرفات) قليلاً لأخذ غزة خالية من المستوطنات، وبدون قيد، وبدون شرط، بل يمكن كان أن يضع شروطًا على الإسرائيليين ليقبل منهم أن يستلم.
أحمد منصور:
هو كان يريد شبر فقط ليرفع العلم، وأخذ أكثر منه أضعافًا مضاعفة.
حسن نصر الله:
وهذه هي الخطيئة الكبرى.
أحمد منصور:
(عادل الديك) من بيروت يسألك: ما رأيكم بالوجود الفلسطيني داخل لبنان؟
حسن نصر الله:
الإخوة الفلسطينيون جاؤوا إلى لبنان، شردوا من أرضهم، استقبلهم اللبنانيون، هم أهلنا وإخواننا وأعزتنا، نحن في حزب الله نقول: أنه يجب أن يُعطى الفلسطينيون في لبنان الحقوق المدنية، ولكن كل اللبنانيين مجمعون على رفض توطين فلسطينيين في لبنان، ويقولون: أنه يجب أن يعود اللاجئون الفلسطينيون - سواء كانوا في لبنان أو في غير لبنان - إلى أرضهم.
أحمد منصور:
لكن الآن الفلسطينيون في لبنان يعيشون مأساة حقيقية، أنت تعرف جوانبها المختلفة، ممنوعون من العمل، ممنوعين من كل الأشياء الموجودة، وعملية العودة الآن شبه مستحيلة. لماذا لا يتم استيعابهم داخل المجتمع اللبناني ليمارسوا حقوقهم إلى أن تعود فلسطين؟
حسن نصر الله:
نحن في حزب الله وأعلنا هذا الموقف في أكثر من مناسبة، ورأينا معروف يعرفه الإخوة الفلسطينيون في لبنان، ونوابنا أيضًا في المجلس تكلموا في هذا الأمر في أكثر من مرة. نحن نؤيد إعطاء الفلسطينيين الموجودين في لبنان حقوقًا مدنية على هذا الصعيد، نعم ما نرفضه هو التوطين.
أحمد منصور:
بردو أيضًا هناك سؤال له.. هل يعني استعنتم بمقاتلين فلسطينيين، أو تستعينون بمقاتلين من غير حزب الله في العمليات التي تتم في الجنوب؟
حسن نصر الله:
عمليات المقاومة الإسلامية بالأعم الأغلب هي عمليات لأعضاء في حزب الله، أحيانًا تحصل عمليات من قبل الإخوة في الجماعة الإسلامية في لبنان، أو من بعض الفصائل الإسلامية اللبنانية.. اسم المقاومة الإسلامية هو اسم مشترك للكل.
أحمد منصور:
يعني ليس حزب الله وحده؟
حسن نصر الله:
لكن 99%.. أو فلنقل 99% بات هذا العنوان بفعل المصداق والتجربة هو عنوان لعمليات حزب الله، هناك لبنانيون من غير أعضاء حزب الله دخلوا في إطار شُكِّل قبل سنوات قليلة اسمه (السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي)، لبنانيون من كل الطوائف ومن اتجاهات سياسية مختلفة، يقاتلون معنا بهذا الاسم، أحيانًا بعض الفصائل الفلسطينية الموجودة في لبنان تنفذ عمليات بالتعاون معنا.
أحمد منصور:
هل لكم أي خلافات مع القيادة الفلسطينية؟ وما هي هذه الخلافات؟
حسن نصر الله:
أي قيادة فلسطينية؟
أحمد منصور:
ياسر عرفات طبعًا؟
حسن نصر الله:
نحن لا نعترف بهذه القيادة، ولا نعتبرها لا ممثلاً شرعيًّا ولا وحيدًا لشعب فلسطين.
أحمد منصور:
ما هي القيادة التي تعتبرونها للشعب الفلسطيني؟
حسن نصر الله:
القيادة التي نعتبرها هي قيادة كل الفصائل أو الاتجاهات التي تطالب باستعادة الحق الفلسطيني دون أي تفريط.
أحمد منصور:
يعني إذن لا قيادة للفلسطينيين.
حسن نصر الله:
لماذا؟ (حماس)، (الجهاد الإسلامي) فصائل فلسطينية أخرى من أصحاب هذا الاتجاه، وهذه الفكرة، هؤلاء موجودون قدَّموا تضحيات كبيرة، وظُلِموا وما زالوا مصرين على متابعة هذا الطريق، مَنْ يدافع عن شعب فلسطين هو قيادة شعب فلسطين.
أحمد منصور:
ما هي طبيعة علاقاتكم بحماس والجهاد والحركات الإسلامية الفلسطينية الأخرى؟
حسن نصر الله:
هناك طبعًا تلاقي في الفهم، في الرؤية، في النظرة إلى المشروع الصهيوني، إلى مسألة فلسطين، إلى موضوع إسرائيل، إلى التعاطي مع هذا، ثم هناك تعاون سياسي، وإذا كنا نستطيع أن نقدم لهم على المستوى العسكري أي دعم أو خدمة نحن بالتأكيد جاهزون.
أحمد منصور:
هل هناك أي تعاون في عمليات عسكرية بينكم وبينهم؟
حسن نصر الله:
في لبنان حصل أحيانًا تعاون من هذا النوع، لكن في داخل فلسطين لا.. نحن لسنا موجودين في داخل فلسطين.
أحمد منصور:
هذا سؤال من الحاج أحمد من (برلين) يقول لك: إذا تخلى الفلسطينيون عن قضية القدس، ماذا سيكون موقف حزب الله من الاتفاق مع إسرائيل؟
حسن نصر الله:
الفلسطينيون هذا تعبير طبعًا غائب، إذا يقصد (ياسر عرفات) فأنا أقول له من الآن: سيتخلى، ونتحاكم في المستقبل، وسيتخلى عن القدس، وهو سيقبل بأي قرية قريبة من القدس يسمونها القدس الشريف أو ما شاكل، لكن الفلسطينيون لن يتخلوا عن القدس، الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن القدس، ونحن ثقتنا وإيماننا بهذا الشعب المظلوم والمضحي والمجاهد ثقة كبيرة جدًّا.
أحمد منصور:
يبدو مشاهدينا الكرام أن هناك خللا فنيا في الاتصالات الهاتفية لذا أرجو من الإخوة المشاهدين أن يسعوا لإرسال تساؤلاتهم عبر الفاكس إلى حين إصاح الخلل الفني في الهواتف. في ظل التسوية المرتقبة.. ما هو تصورك لمستقبل (أنطوان لحد) وما يعرف بـ(جيش لبنان الجنوبي) أو الميليشيات المتعاملة مع إسرائيل؟
حسن نصر الله:
جيش لبنان ما يسمى بجيش لبنان الجنوبي هم في التصنيف الحقيقي والسياسي هم عملاء لإسرائيل، هم عسكر عند إسرائيل، جنود يقاتلون تحت إمرة ضباطها أيضًا، نفس هذه العمالة والتعاون مع عدو يحتل أرضنا ويعتدي علينا، هي قانونيًّا هي خيانة عظمى.. فكيف إذا كان هؤلاء الخونة ارتكبوا أيضاً الكثير من المجازر في حق شعبهم وأهلهم؛ من خلال عمليات القصف التي استهدفت الكثير من المدنيين حتى باصات الأطفال التي تنقلهم إلى المدارس؟ نحن في رأينا أن هؤلاء إن حصل حل ما، أو خرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان هم أمام خيارات عديدة، إما أن يخرجوا من لبنان أصلاً، وبعضهم سيحصل على ما يبدو على جنسيات إسرائيلية، وينتقل للسكن في فلسطين المحتلة، وإما أن يخرجوا من لبنان نهائيًّا، وإما أن يسلموا أنفسهم للقضاء اللبناني ليُحاكموا على ضوء القوانين راعية الإجرام.
أحمد منصور:
في حال توقيع اتفاق هل تنوون القيام بتصفية هؤلاء؟
حسن نصر الله:
أنا قلت: نحن موقفنا واضح، إما أن يخرجوا من البلد، أو يسلِّموا أنفسهم للقضاء اللبناني، وأعتقد أن الدولة على كل حال يعني الجهات الرسمية باعتبار أن هؤلاء كلهم يوجد في حقهم ادعاءات إن لم يسلموا أنفسهم ستعتقلهم الأجهزة المختصة في الدولة، وستحاكمهم على هذا الأساس.
أحمد منصور:
الأخ (عبد الرحمن الهلوش) من سوريا معنا على الهاتف، أخ عبد الرحمن تفضل.
عبد الرحمن الهلوش:
السلام عليكم.
حسن نصر الله:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تحياتي للأستاذ أحمد، وتحياتي للشيخ حسن نصر الله -أمين عام حزب الله اللبناني-، أريد أولاً أن أؤكد على دور المقاومة اللبنانية الذي ظهر جليًّا بعد غزو عام 82م بشكل متصاعد، وأربك العدو الإسرائيلي كثيرًا. كثير من الحكومات سقطت أمام نضال حزب الله، وبعد توقف المفاوضات على المسار السوري الإسرائيلي اللبناني وبروزها الآن في الولايات المتحدة الأميركية، بدأت وسائل الإعلام تشكك بموقف المقاومة اللبنانية بقيادة الشيخ حسن نصر الله من الحكومة السورية بشكل عام، ولكن حديث الشيخ حسن نصر الله اليوم وهذا البرنامج "بلا حدود" يوحي بأن المقاومة ستستمر ضد الكيان الصهيوني، ولكن سؤالي يتحدد حول أن الشيخ حسن نصر الله قد ذكر في حديث لمجلة (المشاهد السياسي) الصادرة من لندن بأن المقاومة سوف تنتقل من لبنان إلى فلسطين، ولكن السؤال أيضًا: طالما أن (ياسر عرفات) قد تخلى عن النضال ضد إسرائيل عبر "أسلواته " الكثيرة (واي ريفر1) و(واي ريفر2) أيضا حيث لعرفات مع كل رئيس حكومة إسرائيلي يوجد له اتفاق...
أحمد منصور:
شكرًا أخ عبد الرحمن، سؤالك أو سؤالو هو أنك أعلنت في حوار صحفي سابق أن المقاومة سوف تنتقل من لبنان إلى فلسطين.. أما يتعارض ذلك مع طرحك الآن؟
حسن نصر الله:
أنا لم أقل شيئًا من هذا، يجب أن يعود إلى النص.. يعني يجب أن يكون النص متوفرًا...
أحمد منصور:
أنا متوفر عندي النص.
حسن نصر الله:
من "المشاهد السياسي"؟
أحمد منصور:
نعم.
حسن نصر الله:
نعم، لكن هناك شيء أنا قلتُه بالتأكيد، أنه بمعزل عن مستقبل مقاومة اللبنانيين على الأرض اللبنانية، في داخل فلسطين المحتلة المقاومة ستستمر، الفلسطينيون بالتأكيد لم يتخلوا عن المقاومة ولن يتخلوا عنها، وهم حتى الآن -برغم ما ذكره الأخ المشاهد من أوسلو1 و2 وشرم الشيخ والاتفاقات الأخرى - المجاهدون في فلسطين -ضمن المتيسر والمتاح أمامهم- هم ما زالوا يقاومون ويقاتلون، المقاومة في فلسطين لن تقف في يوم من الأيام، وأنا على يقين من ذلك.
أحمد منصور:
أنا حصلتُ على نص كلامك، تقول فيه: إذا خرج المحتل الإسرائيلي من جنوب لبنان والبقاع الغربي مثلاً هل ستتابع عملياتنا وقتالنا لهذا العدو الذي يحتل فلسطين وأراضي عربية أخرى أم لا؟
نحن لا نعطي أجوبة على هذا السؤال، ونتركه للمستقبل، ونعتبر أن بقاء هذا الأمر مخفيًّا -سواء كان في الحقيقة سلبيًّا أم إيجابيًّا، أم نعم أم لا يعني.. إلى آخره.
حسن نصر الله:
وأين هي فلسطين ولبنان؟
أحمد منصور:
ربما يكون في ثنايا باقي الحوار، أنا بسرعة أنا أحاول أن...
حسن نصر الله:
أنا متأكد، إذا كان هناك نص من هذا النوع فأنا أقصد به أن المقاومة في فلسطين هي مستمرة بمعزل عن حزب الله.
أحمد منصور:
ما الذي يمنعكم -وأنتم في هذه القوة- من أن تعلنوا أنكم ستواصلون القتال في فلسطين؟ ما الذي يمنعكم؟
حسن نصر الله:
ليس هناك الآن مصلحة، سواء كنا نريد أن نستمر فعلا أو لا نريد أن نستمر.
أحمد منصور:
فقط المصلحة؟
حسن نصر الله:
تمام.
أحمد منصور:
لكن القرار متخذ يعني؟
حسن نصر الله:
ضمنًا نحن على بينة من أمرنا ونعرف ماذا سنفعل إن شاء الله.
أحمد منصور:
منذ تشكيل حكومة الرئيس (سليم الحص) وأنتم لم تعارضوها، وأيضًا لم تؤيدوها، ما حقيقة موقفكم من حكومة سليم الحص؟
حسن نصر الله:
نحن أيدنا اختيار الرئيس سليم الحص لرئاسة الحكومة في الاستشارات التي يجريها عادة رئيس الجمهورية مع الكتل النيابية، بالنسبة للحكومة نظرًا للبيان والبرنامج الذي أعلنته كان لنا مجموعة من الملاحظات، لأننا نحترم يعني رئيس الحكومة ونعلِّق آمال كنا على هذه الحكومة في عدة اتجاهات؛ لم نلجأ إلى حجب الثقة. ولأنه لدينا ملاحظات على السياسات المعلنة، والبيان الذي تُلي في ذلك الحين، وإن كان فيه أيضًا